روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | كيف يتعامل المسلم.. مع الإشاعات؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > كيف يتعامل المسلم.. مع الإشاعات؟


  كيف يتعامل المسلم.. مع الإشاعات؟
     عدد مرات المشاهدة: 3472        عدد مرات الإرسال: 0

الاشاعات قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النور: 19].
 
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].

وقال صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكلِّ ما سمع"[1].
 
فأول ما ينبغي على المسلم:

عدم تصديق الإشاعات إلاَّ بعد التثبُّت من صحتِها، وعدم نشرها وترويجها والكلام فيها، وإذا كانت في أمْرٍ يمسُّ عرض مسلم، فيقول: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16].
 
وليعلم أنَّ الأصل براءة المسلم، وأنَّ الشماتة بالمسلمين سببٌ من أسباب ابتلاء الإنسان بمثل من شمت به؛ إمَّا بنفسه أو أولاده، وقد قيل: لا تشمت بأخيك، فيعافيه الله ويبتليك.
 
والأصل في الإنسان المسلم ألاَّ يضيع أوقاته باللَّغْو والكلام الباطل والإشاعات الباطلة، وكلام الفضول، وليحاسب نفسه أولًا.

فإن عند المرء من الذنوب ما يغنيه عن كلامه في ذنوب الآخرين؛ قال صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّثَ بكلِّ ما سمع".

ومن الأدب الإسلامي في هذا الأمر: أن تصغي بسمعكَ، ولا تلتفت ببصركَ للإشاعات؛ ليبقى قلبُك سليمًا معافى.
 
كما أنَّ ديدن المسلم الصِّدْق بالقلب واللسان، وحُسن الظن بالمسلمين، قال عبد الرحمن بن مهدي: "لا يكون الرجل إمامًا يُقتدى به، حتى يمسكَ عن بعضِ ما سمع".
 
والأَوْلَى بالمسلم في هذا الأمر:

تَرْك الغيبة والإنكار على فاعِلها، وحمل الأقوال والأفعال على المحمل الحسن، خاصةً أهلَ الخير والصلاح، والعلماء وأولي الأمْر منَ المسلمين.
 
ولتبادر عند الإشاعة بالذَّبِّ عن عرض أخيك المسلم، والعدل والقسط والتثبُّت، وعدم العجلة في تقبُّل الإشاعات، أو مجاراة صاحبها بقبولها، ومحبة الاستماع لناقلها وإفشائها، راقبْ ربك فإنَّه يعلم ما تُوسْوِس به نفسك.
 
ولتعلم أنَّه مِن مفاسد الإشاعات اتِّهام البراء من الناس، وفساد القلب، والإثم، وتفرُّق المجتمع، والكذب، وهي من الشيطان؛ لِخَلْخَلَةِ صفوف المسلمين، وإيقاعهم في الإثم؛ قال تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15].
 
فعلى المسلم أن يتلمسَ العُذر لإخوانِه المسلمين، وينصحهم ويوجههم إلى الخير.

ويجمع صُفُوفهم ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، فكم مِن إشاعة سببتْ عداوة ونفاقًا، وحروبًا ومشاكل وهلاكًا!

فكم سببتْ حادثة الإفك من نِفاق! وكم سببتِ الإشاعات في تاريخ الأمم من حروب فتاكة ومفاسدَ وخيمة!

ربنا اهدنا صراطك المستقيم.
 
[1] صحيح مسلم، المقدمة ص5.

الكاتب: الشيخ عبد الله بن محمد المعتاز

المصدر: شبكة الألوكة